فصل: عتّاب بن شمير الضبي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: أسد الغابة في معرفة الصحابة **


عبيدة بن خالد

‏"‏ب‏"‏ عبيدة -بالضم أيضاً- هو ابن خالد‏.‏

 قال أبو عمر‏:‏ لم أجد في الصحابة عُبيدة -بضم العين- إلا عبيدة بن الحارث، إلا أن الدار قطني ذكر في المؤتلف والمختلف‏:‏ عبيدة بن خالد المحاربي، وقال بعضهم فيه‏:‏ ‏"‏ابن خلف‏"‏، حديثه عند أشعث بن أبي الشعثاء، عن عمته، عن عبيدة، عن النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏ وقال شيبان، عن أشعث، عن عمته، عن أبيها‏.‏ وقال غيرهما‏:‏ عن عمته، عن أبيها‏.‏

قال أبو عمر‏:‏ لم يذكر اختلافاً في أنه عبيدة، بضم العين، وإنما ذكر الاختلاف في الإسناد وفي اسم أبيه‏.‏ وذكره ابن أبي حاتم، عن أبيه بفتح العين، وقال‏:‏ ‏"‏ابن خالد‏"‏ وما قاله فهو الصواب‏.‏

ونقل ابن ماكولا فيه بضم العين وفتحها إلا أنه قال‏:‏ ابن خلف، وقد تقدم في عبيدة بن خالد وعبيدة بن خالد، والثلاثة واحد‏.‏

أخرجه أبو عمر‏.‏

عبيدة بن عمرو الكلابي

‏"‏د ع‏"‏ عُبيدة -بالضم أيضاً- هو ابن عمرو الكلابي‏.‏ وقيل‏:‏ عبيد‏.‏ بغير هاء، وقد ذكرناه في ‏"‏عبيد‏"‏ ‏.‏ وعبيدة أصح‏.‏

أخرجه ها هنا ابن منده وأبو نعيم‏.‏

عبيدة بن مالك

عُبيدة -بالضم أيضاً- هو ابن مالك بن همام بن معاوية‏.‏

وقد ذكر نسبه في ‏"‏مزيدة‏"‏ النبي صلى الله عليه وسلم، وأسلم‏.‏

قاله ابن الكلبي‏.‏

باب العين مع التاء

عتاب بن أسيد

‏"‏ب د ع‏"‏ عتاب بن أسيد بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة القرشي الأموي‏.‏ يكنى أبا عبد الرحمن، وقيل‏:‏ أبو محمد‏.‏ وأمه زينب بنت عمرو بن أمية بن عبد شمس‏.‏

أسلم يوم فتح مكة، واستعمله النبي صلى الله عليه وسلم على مكة بعد الفتح لما سار إلى حنين‏.‏ وقيل‏:‏ إن النبي صلى الله عليه وسلم ترك معاذ بن جبل بمكة يفقه أهلها واستعمل عتاباً بعد عوده من حصن الطائف‏.‏ وقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏يا عتاب، تدري على من استعملتك? استعملتك على أهل الله عز وجل، ولو أعلم لهم خيراً منك استعملته عليهم‏"‏‏.‏

وكان عمره لما استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم نيفاً وعشرين سنة، فأقام للناس الحج وهي سنة ثمان، وحج المشركون على ما كانوا‏.‏ وحج أبو بكر رضي الله عنه سنة تسع، فقيل‏:‏ كان أبو بكر أول أمير في الإسلام‏.‏ وقيل بل كان عتاب، والله أعلم‏.‏

ولم يزل عتبا على مكة إلى أن توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقره أبو بكر عليها إلى أن مات، وتوفي عتاب -في قول الواقدي- يوم مات أبو بكر، ومثله قال أولاد عتاب‏.‏

وقال محمد بن سلام وغيره‏:‏ جاء نعي أبي بكر إلى مكة يوم دفن عتاب‏.‏

وكان عتاب رجلاً خيراً صالحاً فاضلاً، وأما أخوه ‏"‏خالد بن اسيد‏"‏ فروى محمد بن إسحاق السراج، عن عبد العزيز بن معاوية، من ولد عتاب بن اسيد أنه قال‏:‏ توفي خالد بن أسيد وهو أخو عتاب لأبويه يوم فتح مكة، قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة‏.‏

روى ابن أبي عقرب، عن عتاب بن أسيد قال‏:‏ أصبت في عملي الذي استعملني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بردين معقدين، كسوتهما غلامي كيسان، فلا يقولن أحدكم‏:‏ أخذ مني عتاب كذا‏!‏ فقد رزقني رسول الله صلى الله عليه وسلم كل يوم درهمين، فلا أشبع الله بطناً لا يشبعه كل يوم درهمان‏.‏

روى عنه عطاء بن أبي رباح، وسعيد بن المسيب، ولم يدركاه‏.‏

أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي الأمين الصوفي بإسناده إلى أبي داود السجستاني‏:‏ حدثنا عبد العزيز بن السري الناقط، حدثنا بشر بن منصور، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن عتاب بن أسيد قال‏:‏ أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُخرص العنب كما يُخرص النخل، تؤخذ زكاته زبيباً كما تؤخذ صدقة النخل تمراً‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

عتاب بن سليم بن قيس بن خالد

‏"‏ب‏"‏ عتاب بن سليم بن قيس بن خالد بن مدلج أبي الحشر بن خالد بن عبد مناف بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة القرشي التيمي‏.‏

أسلم يوم فتح مكة، وقتل يوم اليمامة شهيداً‏.‏

أخرجه أبو عمر مختصراً‏.‏

الحَشر‏:‏ بالحاء المهملة المفتوحة، وبالشين المعجمة، وآخره راءٌ‏.‏ قاله ابن ماكولا والدار قطني‏.‏

عتّاب بن شمير الضبي

‏"‏ب د ع‏"‏ عتّاب بن شمير الضبي‏.‏

له صحبة‏:‏ روى عنه ابنه مجمع‏.‏

 روى الفضل بن دكين ويحيى الحماني، عن عبد الصمد بن جابر بن ربيعة الضبي، عن مجمع بن عتاب بن شمير، عن ابيه قال‏:‏ قلت‏:‏ يا رسول الله، إن لي أباً شيخاً كبيراً وإخوة، فأذهب إليهم لعلهم يسلمون، فآتيك بهم? فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إن هم أسلموا فهو خير لهم، وإن أبوا فإن الإسلام واسع عريض‏"‏‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

شُمَير‏:‏ بضم الشين المعجمة، وفتح الميم، وآخره راءٌ‏.‏

عتبان بن مالك بن عمرو بن العجلان

‏"‏ب د ع‏"‏ عتبان بن مالك بن عمرو بن العجلان بن زيد بن عسم بن سالم بن عوف بن الخزرج الأنصاري الخزرجي السالمي‏.‏

شهد بدراً ولم يذكره ابن إسحاق في البدريين، وذكره نحوه‏.‏

أخبرنا الخطيب عبد الله بن أحمد الطوسي بإسناده عن أبي داود الطيالسي، أخبرنا إبراهيم بن سعد قال‏:‏ سمعت الزهري يحدث، عن محمود بن الربيع، عن عتبان بن مالك السالمي قال‏:‏ كنت أؤم قومي بني سالم، وكان إذا جاءت السيول شق علي أن أجتاز وادياً بيني وبين المسجد، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت‏:‏ يا رسول الله، إني يشق علي أن أجتازه، فإن رأيت أن تأتيني وتصلي في بيتي مكاناً أتخذه مصلى? قال‏:‏ أفعل‏.‏ فجاءني الغد فاحتبسته على خزيرة فلما دخل لم يجلس حتى قال‏:‏ أين تحب أن أصلي في بيتك? فأشرت إلى الموضع الذي أصلي فيه‏.‏ فصلى فيه ركعتين ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ ثم ذكر الحديث‏.‏

وإنما طلب ذلك لأنه كان قد عمي، وقيل‏:‏ كان في بصره ضعف‏.‏

أخبرنا محمد بن سرايا بن علي الفقيه، ومسمار، وأبو الفرج محمد بن عبد الرحمن بن أبي العز وغيرهم، قالوا بإسنادهم عن محمد بن إسماعيل‏:‏ حدثنا إسماعيل، حدثنا مالك، عن ابن شهاب، عن محمود بن الربيع الأنصاري، عن عتبان بن مالك‏:‏ أنه كان يؤم قومه وهو أعمى، وأنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ يا رسول الله، إنها تكون الظلمة والسيل، وأنا رجل ضرير البصر، فصل يا رسول الله في بيتي مكاناً أتخذه مصلى‏.‏ فجاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال‏:‏ أين تحب أن تصلي? فأشار إلى مكان من البيت، فصى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

روى عنه أنس بن مالك، ومحمود‏.‏ ومات أيام معاوية‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

عتبة بن أسيد بن جارية

‏"‏ب د ع‏"‏ عتبة بن أسيد بن جارية بن أسيد بن عبد الله بن سلمة بن عبد الله بن غيرة بن عوف بن ثقيف الثقفي، وكنيته أبو بصير‏.‏ وهو مشهور بكنيته‏.‏

وهو الذي هرب من الكفار في هدنة الحديبية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فطلبته قريش ليرده رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم، فإنه كان قد صالحهم على أن يرد عليهم من جاء منهم -فردّه رسول الله صلى الله عليه وسلم مع رجلين من الكفار- فقتل أبو بصير أحدهما وهرب الآخر إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وجاء أبو بصير فقال‏:‏ يا رسول الله، وفت ذمتك، وأدى الله عنك، وقد امتنعت بنفسي من المشركين لئلا يفتنوني في ديني‏!‏ فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ويل امّه مسعر حرب، لو كان له رجال‏!‏‏"‏ فعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم سيرده، فخرج إلى سيف البحر، واجتمع إليه كل من فرّ من المشركين فضيقوا على قريش وقطعوا الطريق عليهم، فكتب الكفار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فردهم إلى المدينة إلا أبا بصير، فإنه كان قد توفي‏.‏

ونذكره في الكنى أتم من هذا، إن شاء الله تعالى‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

عتبية بن ربيع بن رافع

‏"‏ب د ع‏"‏ عتبة بن ربيع بن رافع بن عبيدة بن ثعلبة بن عبد بن الأبجر -وهو خدرة- الأنصاري الخدري‏.‏

قتل يوم أحد شهيداً، قاله ابن إسحاق‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

عتبة بن ربيعة بن خالد

‏"‏ب س‏"‏ عتبة بن ربيعة بن خالد بن معاوية البهرائي، حليف الأوس‏.‏

قال ابن إسحاق‏:‏ شهد بدراً‏.‏

أخرجه أبو عمر، وأبو موسى مختصراً‏.‏ وقال أبو عمر‏.‏ اختلف في شهوده بدراً، وقال ابن إسحاق‏:‏ بهرائي‏.‏ وقال ابن الكلبي‏:‏ بهزي، من بني بهز بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم‏.‏

عتبة بن سالم بن حرملة العدوي

‏"‏س‏"‏ عتبة بن سالم بن حرملة العدوي‏.‏

له صحبة، ذكره المستغفري، ولم يزد‏.‏

أخرجه أبو موسى مختصراً‏.‏

عتبة بن أبي سفيان

‏"‏ب‏"‏ عتبة بن أبي سفيان -واسمه صخر- بن حرب بن أمية بن عبد شمس، أخو معاوية بن أبي سفيان لأبويه‏.‏

 ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وولاه عمر بن الخطاب الطائف، ولما مات عمرو بن العاص ولّى معاوية أخاه عتبه مصر، وأقام عليها سنة، ثم توفي بها، ودفن في مقبرتها، وذلك سنة أربع وأربعين، وقيل‏:‏ سنة ثلاث وأربعين‏.‏

وكان فصيحاً خطيباً، وقيل‏:‏ لم يكن أخطب منه، خطب أهل مصر يوماً فقال‏:‏ ‏"‏يا أهل مصر، خفّ على ألسنتكم مدح الحق ولا تأتونه، وذم الباطل وأنتم تفعلونه، كالحمار يحمل أسفاراً يثقله حملها ولا ينفعه علمها، وإني لا أداوي داءكم إلا بالسيف، ولا أبلغ السيف ما كفاني السوط، ولا أبلغ السوط، ما صلحتم بالدرة، فالزموا ما ألزمكم الله لنا تستوجبوا ما فرض الله لكم علينا، وهذا يومٌ ليس فيه عقابٌ، ولا بعده عتاب، والسلام‏"‏‏.‏

وشهد صفين مع أخيه معاوية، وكذلك شهد أيضاً الحكمين بدومة الجندل، وله فيه أثر كبير، وكان قد شهد الجمل مع عائشة فدهبت عينه يومئذ‏.‏

أخرجه أبو عمر‏.‏

?عتبة بن طويع المازني ‏"‏د ع‏"‏ عتبة بن طويع المازني‏.‏ ذكر في الصحابة ولا يثبت‏.‏

روى ابن جريج، عن يزيد بن عبد الله بن سفيان، عن عتبة بن طويع المازني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏يا معشر الموالي، شراركم من تزوج في العرب‏!‏ ويا معشر العرب، شراركم من تزوج في الموالي‏"‏‏!‏ فقيل له -في مولى تزوج امرأة من الأنصار‏:‏ فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏هل رضيت‏"‏? قال‏:‏ نعم‏.‏ فأجازه‏"‏‏.‏

أخرجه ابن منده وأبو نعيم‏.‏

عتبة بن عائذ

‏"‏س‏"‏ عتبة بن عائذ‏.‏

أورده ابن شاهين وقال‏:‏ إن كان ابن عائذ وإلا فهو ابن عبد، لأن المتنين واحد‏.‏

روى خالد بن معدان، عن عتبة بن عائذ -كذا قال‏:‏ ابن عائذ- وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏من شهد العشاء والفجر في جماعة، كان له مثل أجر الحاج المعتمر‏"‏‏.‏

رواه أبو عامر الألهاني، عن أبي أمامة وعتبة بن عبد‏.‏

أخرجه أبو موسى‏.‏

عتبة بن عبد الله بن صخر

‏"‏ب س‏"‏ عتبة بن عبد الله بن صخر ابن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري الخزرجي‏:‏ السلمي‏.‏

شهد العقبة، وبدراً‏.‏

أخرجه أبو عمر، وأبو موسى -إلا أن أبا موسى قال‏:‏ عتبة بن عبد الله بن عبية بن عدي بن غنم بن كعب بن سليمة، ثم من بني خنساء‏.‏ شهد بدراً، رواه عن ابن إسحاق‏.‏

فأسقط من نسبه ‏"‏صخراً وخنساء وسناناً‏"‏، ثلاثة أباءٍ ثم قال‏:‏ من بني خنساء، ولم يذكر بني خنساء في النسب، حتى يعلم كيف هذا النسب‏!‏ وقد ذكرت أولاً نسبه على الصحة، والله أعلم‏.‏

والذي ذكره ابن إسحاق هو ما أخبرنا به عبد الله بن أحمد بن علي، بإسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، في تسمية من شهد بدراً قال‏:‏ ومن بني عبيد بن عدي بن غنم بن كعب، ثم من بني خنساء بن سنان بن عبيد‏:‏ ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ وعتبة بن عبد الله بن صخر بن خنساء‏.‏

وكذلك ذكره غير يونس عن ابن إسحاق، فظهر بهذا أنا أبا موسى أسقط من النسب ما ذكرناه‏.‏

عتبة بن عبد الله

‏"‏س‏"‏ عتبة بن عبد الله‏.‏

أورده الإسماعيلي في الصحابة‏.‏ حدث إسماعيل بن عياش، عن الحسن بن أيوب، عن عبد الله بن ناسح، عن عتبة بن عبد الله قال‏:‏ مر رسول الله صلى الله عليه وسلم برجلين يتبايعان شاة، وهما يحلفان، فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إن الحلف يمحق البركة‏"‏‏.‏

أخرجه أبو موسى، ولعله الاسم الذي يأته بعد هذه الترجمة، وهو عتبة بن عبد السلمي، فإن أبا نعيم ذكر في ترجمته أن ‏"‏عبد الله بن ناسح‏"‏ يروي عنه، ويكون بعض الرواة قد أضاف اسم أبيه إلى الله تعالى، وبعضهم نقصه، فإنهم يختلفون كثيراً مثال هذا، والله أعلم‏.‏

عتبة بن عبد الثمالي

‏"‏س‏"‏ عتبة بن عبد الثمالي‏.‏

حديثه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏لو أقسمت لبررت، لا يدخل الجنة قبل سائر أمتي إلا بضعة عشر رجلاً، منهم إبراهيم، وإسماعيل، وإسحاق، ويعقوب، والأسباط اثنا عشر، وموسى، وعيسى، ومريم بنت عمران عليهما السلام‏"‏‏.‏

أخرجه أبو موسى وقال‏:‏ كذا وجدته في تاريخ يعقوب بن سفيان‏.‏

والصواب‏:‏ عبد الله بن عبد، وقد ذكرناه قبل‏.‏

عتبة بن عبد السلمي

‏"‏د ع‏"‏ عتبة بن عبد السلمي، يكنى أبا الوليد‏.‏ كان اسمه عتلة فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عتبة‏.‏

 سكن حمص، حديثه عند شريح بن عبيد، ولقمان بن عامر، وكثير بن مرة الحضرمي، وخالد بن معدان، وعبد الله بن ناسح، وعقيل بن مدرك، وحبيب بن عبيد الرحبي، وراشد بن سعد، وغيرهم‏.‏

روى إسماعيل بن عياش، عن ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد قال‏:‏ قال عتبة بن عبد السلمي‏:‏ كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه الرجل، وله الاسم لا يحبه حوّله، ولقد أتيناه وإنا لسبعة من بني سليم، أكبرنا العرباض بن سارية فبايعناه جميعاً‏.‏

أخبرنا أبو ياسر بن هبة الله بإسناده عن عبد الله بن أحمد قال‏:‏ حدثني أبي، حدثنا الحكم بن نافع، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد قال‏:‏ كان عتبة يقول‏:‏ عرباضٌ خيرٌ مني‏.‏ وعرباضٌ يقول‏:‏ عتبة خيرٌ مني، سبقني إلى النبي صلى الله عليه وسلم بسنة‏.‏

أخبرنا أبو محمد الدمشقي إذناً عن كتاب أم المجتبى فاطمة -قال‏:‏ وأخبرنا أبي عنها قالت‏:‏ أخبرنا إبراهيم بن منصور، أخبرنا أبو بكر بن المقري، أخبرنا أبو يعلى الموصلي، أخبرنا جبارة، حدثنا مندل بن علي، عن ثور بن يزيد عن نصر بن علقمة، عن عتبة بن عبد -وكانت له صحبة- قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لا تقصوا نواصي الخيل، فإنه معقود بنواصيها الخير، ولا أعرافها فإنه دفاؤها، ولا أذنابها فإنها مذابها‏"‏‏.‏

وقد تقدم هذا الحديث في ‏"‏عبيد بن عبد‏"‏، وعتبة أصح، وعبيد تصحيف منه، والله أعلم‏.‏

أخرجه ابن منده وأبو نعيم‏.‏

وروى يحيى بن عتبة بن عبد، عن أبيه قال‏:‏ دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا غلام حدثٌ فقال‏:‏ ما اسمك? فقلت‏:‏ عتلة‏.‏ فقال‏:‏ بل أنت عتبة‏.‏

أخرجه ابن منده وأبو نعيم‏.‏

وروى يحيى بن عتبة، عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم قريظة والنضير‏:‏ ‏"‏من أدخل هذا الحصن سهماً وجبت له الجنة‏"‏‏.‏ فأدخلت ثلاثة أسهم‏.‏

عَتلة بفتح العين، وسكون التاء فوقها نقطتان‏.‏ قاله ابن ماكولا، قال‏:‏ وقال عبد الغني‏:‏ عتلة، يعني بفتحتين‏.‏

قلت‏:‏ كذا جاء ‏"‏قريظة والنضير‏"‏ ولم يكن لهما يوم واحد، فإن قريظة كان يومهم بعد الخندق سنة خمس، وأما النضير فكان إجلاؤهم سنة اربع‏.‏ وقد جعل أبو عمر عتبة بن عبد، وعتبة بن النذر واحداً، ويرد الكلام فيه إن شاء الله تعالى‏.‏

عتبة بن عمرو بن جروة

عبتة بن عمرو بن جروة بن عدي بن عامر بن عدي بن كعب بن الخزر بن الحارث بن الخزرج الأنصاري‏.‏

شهد أحداً، ولا عقب له‏.‏

ذكره ابن الدباغ، عن العدوي‏.‏

عتبة بن عمرو بن صالح بن ذبحان

عتبة بن عمرو بن صالح بن ذبحان الرعيني، ثم الذبحاني‏.‏

من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، شهد فتح مصر‏.‏

قاله ابن ماكولا، عن ابن يونس‏.‏

عتبة بن عويم

‏"‏د ع‏"‏ عتبة بن عويم بن ساعدة الأنصاري‏.‏ يذكر نسبه عند ذكر أبيه، إن شاء الله تعالى‏.‏

قال ابن أبي داود شهد بيعة الرضوان تحت الشجرة، وشهد ما بعدها‏.‏

روى عبد الرحمن بن سالم بن عبد الرحمن بن عتبة بن عويم بن ساعدة، عن أبيه، عن جده عتبة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إن الله اختار لي أصحاباً، وجعلهم لي أنصاراً ووزراء، فمن سبّهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين‏"‏‏.‏

أخرجه ابن منده وأبو نعيم‏.‏

عتبة بن غزوان بن جابر

‏"‏ب د ع‏"‏ عتبة بن غزوان بن جابر بن وهيب بن نسيب بن زيد بن مالك بن الحارث بن عوف بن الحارث بن مازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان‏.‏

وقيل‏:‏ غزوان بن الحارث بن جابر‏.‏

وقال ابن منده وأبو نعيم‏:‏ هو عتبة بن غزوان بن جابر بن وهيب بن نسيب بن مالك بن الحارث بن مازن‏.‏

فأسقطا من النسب زيداً وعوفاً‏.‏

قال ابن منده‏:‏ وقيل‏:‏ غزوان بن هلال بن عبد مناف بن الحارث بن منقذ بن عمرو بن معيص بن عامر بن لؤي‏.‏ وقال‏:‏ قاله ابن أبي خيثمة، عن مصعب الزبيري‏.‏

يُكنى‏:‏ أبا عبد الله، وقيل‏:‏ أبو غزوان‏.‏ وهو حليف بني نوفل بن عبد مناف بن قصي‏.‏

وهو سابع سبعة في الإسلام مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد قال ذلك في خطبته بالبصرة‏:‏ لقد رأيتني سابع سبعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما لنا طعام إلا ورق الشجر، حتى قرحت اشداقنا‏.‏

 وهاجر إلى أرض الحبشة -وهو ابن أربعين سنة- ثم عاد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة، فأقام معه حتى هاجر إلى المدينة مع المقداد، وكان من السابقين‏.‏ وإنما خرجا مع الكفار يتوصلان إلى المدينة‏.‏ وكان الكفار سريةً، عليهم عكرمة بن أبي جهل، فلقيهم سريةً للمسلمين عليهم عبيدة بن الحارث، فالتحق المقداد وعتبة بالمسلمين‏.‏

ثم شهد بدراً، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسيره عمر بن الخطاب رضي الله عنهما إلى أرض البصرة، ليقاتل من بالأبلة من فارس، فقال له لما سيره‏:‏ ‏"‏انطلق أنت ومن معك حتى تأتوا أقصى مملكة العرب وأدنى مملكة العجم، فسر على بركة الله تعالى ويمنه، اتق الله ما استطعت، واعلم أنك تأتي حومة العدو، وأرجو أن يعينك الله عليهم، وقد كتبت إلى العلاء بن الحضرمي أن يمدك بعرفجة بن هرثمة، وهو ذو مجاهدة للعدو وذو مكايدة، فشاوره، وادع إلى الله، فمن أجابك فاقبل منه، ومن أبى فالجزية عن يد مذلة وصغار، وإلا فالسيف في غير هوادة، واستنفر من مررت به من العرب، وحثهم على الجهاد، وكابد العدو، واتق الله ربك‏"‏‏.‏

فسار عتبة وافتتح الأبلة، واختط البصرة، هو أول من مصرها وعمرها‏.‏ وأمر محجن بن الأدرع فخط مسجد البصرة الأعظم، وبناه بالقصب‏.‏ ثم خرج حاجاً وخلف مجاشع بن مسعود، وأمره أن يسير إلى الفرات، وأمر المغيرة بن شعبة أن يصلي بالناس، فلما وصل عتبة إلى عمر استعفاه عن ولاية البصرة، فأبى أن يعفيه، فقال‏:‏ اللهم لا تردني إليها‏!‏ فسقط عن راحلته فمات سنة سبع عشرة، وهو منصرف من مكة إلى البصرة، بموضع يقال له‏:‏ معدن بني سُليم، قاله ابن سعد‏.‏

وقالد المدايني‏:‏ مات بالربذة سنة سبع عشرة، وقيل‏:‏ سنة خمس عشرة، وهو ابن سبع وخمسين سنة‏.‏

وكان طوالاً جميلاً‏.‏

أخبرنا عبد الوهاب بإسناده عن عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا وكيع، حدثنا قرة بن خالد، عن حميد بن هلال العدوي، عن خالد بن عمير، عن رجل منهم قال‏:‏ سمعت عتبة بن غزوان يقول‏:‏ لقد رأيتني سابع سبعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما لنا طعام إلا ورق الحبلة، حتى قرحت أشداقنا‏.‏

وفتح عتبة دست ميسان، وغنم ما فيها، وسبى الحريم والأبناء، وممن أخذ منها‏:‏ يسار أبو الحسن البصري، وأرطبان جد عبد الله بن عون بن أرطبان وغيرهم‏.‏

أخبرنا يحيى بن محمود بن سعد بإسناده عن أبي بكر بن أبي عاصم قال‏:‏ حدثنا أزهر بن حميد أبو الحسن، حدثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي، حدثنا أيوب السختياني، عن حميد بن هلال، عن خالد بن عمير‏:‏ أن عتبة بن غزوان -وكان أمير البصرة- خطب فقال في خطبته‏:‏ ‏"‏ألا إن الدنيا قد ولّت حذّاء، ولم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء يتصابها أحدكم، وإنكم ستنتقلون منها لا محالة، فانتقلوا منها بخير ما بحضرتكم إلى دار لا زوال لها، فلقد ذكر لنا أن الحجر يُلقى من شفا جهنم فيهوى فيها سبعين خريفاً، لا يبلغ قعرها‏.‏ وأيم الله لتملأن‏!‏ ولقد ذكر لي أن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين عاماً، وأيم الله ليأتين عليه يومٌ وهو كظيظ بالزحام، وأعوذ بالله أن أكون عظيماً في نفسي صغيراً في أعين الناس، وستجربون الأمراء بعدي‏"‏‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

عتبة بن فرقد بن يربوع

‏"‏ب د ع‏"‏ عتبة بن فرقد بن يربوع بن حبيب بن مالك بن أسعد بن رفاعة بن ربيعة بن رفاعة بن الحارث بن بهثة بن سليم السلمي، أبو عبد الله‏.‏

وقال الكلبي‏:‏ اسم فرقد ‏"‏يربوع‏"‏، أمه بنت عباد بن علقمة بن عباد بن المطلب بن عبد مناف، له صحبة ورواية، وكان شريفاً‏.‏

وقال ابن منده‏:‏ عتبه فرقد السلمي، من بني مازن‏.‏ غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم غزوتين‏.‏

أخبرنا أبو منصور بن مكارم بن سعد المؤدب بإسناده إلى زكريا يزيد بن إياس الأزدي قال‏:‏ أخبرنا عبد الله بن عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا هشيم، أخبرنا حصين قال‏:‏ كان عتبة بن فرقد شهد خيبر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال‏:‏ فقسم له، فأصابه منها سهم، فجعلها لبني عمه عاماً، ولأخواله عاماً‏.‏ فكان بنو سليم يجيئون عاماً فيأخذونه، وكان بنو فلان -يعني أخواله- يجيئون عاماً فيأخذونه، قال هشيم‏:‏ كان حصين بينه وبينه قرابة -يعني عتبة- وكان أميراً لعمر بن الخطاب على بعض فتوح العراق‏.‏

 أخبرنا يحيى بن محمود، وعبد الوهاب بن هبة الله، بإسناديهما عن أبي الحجاج مسلم بن الحجاج قال‏:‏ حدثنا ‏"‏أحمد بن‏"‏ عبد الله بن يونس، حدثنا زهير، حدثنا عاصم الأحول، عن أبي عثمان قال‏:‏ كتب إلينا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ونحن بأذربيجان‏:‏ ‏"‏يا عتبة بن فرقد، إنه ليس من كدك ولا كد أبيك ولا كد أمك، فأشبع المسلمين في رحالهم مما تشبع منه في حلك، وإياكم والتنعم ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ ‏"‏ الحديث‏.‏

أخبرنا يحيى بن محمود كتابة بإسناده إلى ابن أبي عاصم‏:‏ حدثنا وهبان، حدثنا خالد عن أم عاصم امرأة عتبة بن فرقد قالت‏:‏ كنا عند عتبة ثلاث نسوة، وإن كل واحدة منهن تريد أن تكون أطيب ريحاً من صاحبتها، وكان عتبة أطيب ريحاً منا، وكان إذا خرج عرف بريح طيبة، فسألته عن ذلك فقال‏:‏ أخذه الشرى على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فشكا ذلك إليه، فأمر به فقعد بين يديه، ثم تفل النبي صلى الله عليه وسلم في يده ومسح بها ظهره وبطنه‏.‏

وله رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم، وروت عنه زوجه أم عاصم‏.‏ وسكن الكوفة، وكان له بها عقب، يقال‏:‏ ‏"‏الفراقدة‏"‏‏.‏

أخبرنا أبو منصور بن مكارم بإسناده إلى أبي زكرياء قال‏:‏ وولي عتبة بن فرقد لعمر بن الخطاب الموصل -قال‏:‏ وفي بعض الروايات أنه فتحها- قال‏:‏ وابتنى عتبة داراً ومسجداً‏.‏

قال‏:‏ و أخبرنا أبو زكرياء قال‏:‏ أخبرت عن خليفة بن خياط، حدثنا حاتم بن مسلم‏:‏ أن عمر بن الخطاب وجه عياض بن غنم فافتتح الموصل، وخلف عتبة بن فرقد على أحد الحصنين، وافتتح الأرض كلها عنوة غير الحصن، صالحه أهله عليه، وذلك سنة ثمان عشرة‏.‏

قال‏:‏ و أخبرنا أبو زكرياء قال‏:‏ أنبأني محمد بن يزيد، عن السري بن يحيى، عن شعيب، عن سيف بن عمر، عن محمد وطلحة والمهلب قالوا‏:‏ كان على حرب الموصل في سنة سبع عشرة ربعي بن الأفكل، وعلى الخراج عرفجة بن هرثمة، وفي قول آخره‏:‏ عتبة بن فرقد على الحرب والخراج، وكان قبل ذلك كله إلى عبد الله بن المعتمر‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

قلت‏:‏ قول ابن منده‏:‏ ‏"‏إنه من مازن‏"‏، لا أعرفه، وليس في نسبه إلى ‏"‏سليم‏"‏ من اسمه مازن حتى ينسب إليه، ولعله قد علق بقلبه مازن بن منصور أخو سليم، أو قد نقل من كتاب فيه إسقاط وغلط، أو أنه وصل إليه ما لا نعلمه، والله أعلم‏.‏

عتبة بن أبي لهب

‏"‏ب س‏"‏ عتبة بن أبي لهب -واسم أبي لهب‏:‏ عبد العزى بن عبد المطلب القرشي الهاشمي، وهو ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم، وأمه أم جميل بنت حرب بن أمية، أخت أبي سفيان، وهي حمالة الحطب‏.‏

أسلم هو وأخوه معتب يوم الفتح، وكان قد هربا من النبي صلى الله عليه وسلم، فبعث النبي صلى الله عليه وسلم العباس بن عبد المطلب عمهما إليهما، فأتى بهما، فأسلما، فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلامهما، وشهدا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنيناً، وكانا ممن ثبت ولم ينهزم، وشهدا الطائف ولم يخرجا عن مكة، ولم يأتيا المدينة، ولهما عقب‏.‏

وقال الزبير بن بكار، شهد عتبة ومعتب ابنا أبي لهب حنيناً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان فيمن ثبت، وأقام بمكة‏.‏

أخرجه أبو عمر، وأبو موسى‏.‏ وقال أبو موسى‏:‏ ‏"‏إن ثبت، وما أراه‏"‏ وقول الزبير يرد عليه، والله أعلم‏.‏

عتبة بن مسعود الهذلي

‏"‏ب د ع‏"‏ عتبة بن مسعود الهذلي‏.‏ تقدم نسبة عند ذكر أخيه عبد الله بن مسعود، يكنى أبا عبد الله‏.‏

هاجر مع أخيه عبد الله إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية، وقد المدينة، وشهد أحداً وما بعدها من المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

وقال الزهري‏:‏ ما كان عبد الله بأفقه عندنا من أخيه، ولكنه مات سريعاً‏.‏

وقيل عن الزهري‏:‏ ما كان عبد الله بأقدم صحبة وهجرة من أخيه، ولكنه مات قبله‏.‏

وروى عن عبد الله بن عتبة قال‏:‏ لما مات عتبة بكاه أخوه عبد الله، فقيل له ‏:‏ أتبكي? فقال‏:‏ أخي، وصاحبي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحب الناس إلي، إلا ما كان من عمر بن الخطاب‏.‏

وقيل‏:‏ إن عتبة مات في خلافة عمر رضي الله عنه‏.‏

كذا قيل، والذي روى عن القاسم بن عبد الرحمن أن عتبة توفي سنة أربع وأربعين، فعلى هذا يكون موته بعد أخيه، لا قبله‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

عتبة بن الندر السلمي

‏"‏ب د ع‏"‏ عتبة بن الندر السلمي‏.‏

سكن الشام روى عنه علي بن رباح وخالد بن معدان‏.‏

 أخبرنا يحيى بن محمو إذناً وإسناداً إلى أبي بكر بن أبي عاصم قال‏:‏ حدثنا ابن مصفى، حدثنا بقية، عن مسلمة بن علي، حدثني سعيد بن أبي أيوب، عن الحارث بن يزيد الحضرمي، عن علي بن رباح قال‏:‏ سمعت عتبة بن الندر -وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقول-‏:‏ كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم يوماً فقرأ سورة ‏"‏طسم‏"‏ حتى بلغ قصة موسى، قال‏:‏ إن موسى صلى الله عليه وعلى جميع الأنبياء وسلم، آجر نفسه ثماني سنين- أو قال‏:‏ عشر سنين- لعفة فرجه، وطعام بطنه‏.‏

أخرجه ابن منده وأبو نعيم‏.‏

وقال أبو عمر‏:‏ عتبة بن الندر، وهو عتبة بن عبد السلمي، له صحبة‏.‏ كان اسمع عتلة، فغير النبي صلى الله عليه وسلم اسمه‏.‏ فسماه عتبة‏.‏

روى محمد بن القاسم الطائي، عن يحيى بن عتبة بن عبد، عن أبيه قال‏:‏ قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ما اسمك‏"‏? قلت‏:‏ عتلة‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏أنت عتبة‏"‏‏.‏ وقيل‏:‏ كان اسمه نشبة، فقال‏:‏ ‏"‏أنت عتبة‏"‏‏.‏

قال‏:‏ وشهد عتبة بن عبد خيبر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكنيته أبو الوليد‏.‏ توفي سنة سبع وثمانين أيام الوليد بن عبد الملك‏.‏ وهو ابن أربع وتسعين سنة‏.‏ يعد في الشاميين‏.‏

روى عنه جماعة من تابعي أهل الشام، منهم‏:‏ خالد بن معدان، و عبد الرحمن بن عمرو السلمي، وكثير بن مرة، وراشد بن سعد‏.‏ وأبو عامر الألهاني، وعلي بن رباح‏.‏

وقال الواقدي‏:‏ عتبة بن عبد آخر من مات بالشام من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

قال أبو عمر‏:‏ وقد قيل إن عتبة بن الندر غير عتبة بن عبد، وليس بشيء، والصواب ما ذكرناه، ولم يختلفوا أنهما سلميان، وأن خالد بن معدان روى عن كل واحد منهما‏.‏

قال أبو حاتم الرازي‏:‏ عتبة بن الندر شامي، روى عنه خالد بن معدان، وعلي بن رباح، وذكر في باب آخر‏:‏ عتبة بن عبد السلمي أبو الوليد، شامي‏.‏ روى عنه خالد بن معدان، و عبد الرحمن بن عمرو السلمي‏.‏ وقال ابنه عبد الرحمن بن أبي حاتم‏:‏ روى عنه كثير بن مرة، ولقمان بن عامر، وراشد بن سعد، وأبو عامر الألهاني، و عبد الله بن عائذ، وحبيب بن عبيد، وشرحبيل بن شفعة، و عبد الرحمن بن أبي عوف وابنه يحيى‏.‏

هذا كله ذكره في باب عتبة بن عبد، ولم يذكر في باب عتبة بن الندر أنه روى عنه غير رجلين‏:‏ خالد بن معدان، وعلي بن رباح‏.‏ وفي ذلك نظر، لأن الأغلب عندي ما ذكرته لك‏.‏

هذا جميعه كلام أبي عمر، وهو يميل إلى أنهما واحد، والله أعلم‏.‏

عتبة بن نيار

‏"‏د ع‏"‏ عتبة بن نيار‏.‏ بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى زرعة بن سيف‏.‏

روى الأسود، عن عروة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى زرعة بن سيف بن ذي يزن‏:‏ ‏"‏بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد، من محمد رسول الله إلى زرعة بن ذي يزن‏:‏ إذا أتاكم رسلي فآمركم بهم خيراً‏:‏ معاذ بن جبل، وابن رواحة، ومالك بن عبادة، وعتبة بن نيار‏"‏‏.‏

أخرجه ابن منده وأبو نعيم‏.‏

قلت‏:‏ في هذا نظر، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كاتب الناس باليمن سنة تسع بعد الفتح، و عبد الله بن رواحة قتل بمؤتة سنة ثمان، والله أعلم‏.‏